وقوله «وليس أدنى من ثلاث يرى» أدني يحتمل أن يكون مرفوعا اسم
ليس وخبرها «يرى» ويحتمل أن يكون اسم ليس* ضمير الشأن وأدنى
مفعول يرى الثاني لأنه بمعنى يعلم وتقدير الاستثناء إلا ما غير فإنه يرى
أدنى من ثلاثي وفي هذا الاستثناء نظر وهو أن «ما» صيغة من صيغ
العموم وهو قد قال سوى ما غيرا فيظهر أن المعنى إلا المتصرفات
المتغيرة فإنها توجد أدنى من الثلاثة وهذا لتعميم غير صحيح فإنه ليس
كل متغير يكون أدنى من ثلاثة أحرف بل المتغير يكون رباعيا فيصير إلى
الثلاثة وقد يكون نعلى أكثر من لك فيصير على أقل كما تقول في قاض
وغاز ومفتر ومستدع ومتدان وعلبط وذلذل وعرتن وما أشبه ذلك
والأحسن في التعبير عن ذلك أن لو قال «وليس أدنى من ثلاثي يرى قابل تصريف فإن وجد فهو قد غير وحذف منه» والجواب عن هذا أن كلامه يعطي هذا المعنى الصحيح إذا جعلت ما بمعنى شيء نكرة موصوفة لا موصولة كأنه قال لا يرى قابل تصريف أدنى من الثلاثي إلا شيء غير والنكرة في سياق الإثبات لا تفيد العموم وذا لم تفد فيصدق على متغير ما أنه يرى أدنى من ثلاثي وهو صحيح.
[248]