دخل بعضها على ما مضى وكذلك يرد الاعتراض عليه ههنا إلا أن يجاب
عنه بأن قوله «حرف وشبهه» لا يدخل فيه الأفعال غير المتصرفة لأن شبه
الحرف إنما يطلق على غير المتمكن من الأسماء لا على ما لم يتصرف من
الأفعال فقد يعتذر بهذا على ضعفه.
والجواب عن السادس أن شبه الحرف على قسمين أيضا: حقيقي
وهو الذي أراد وكلامه فيه صحيح. واعتباري وهو غير مراد له؛ لأنه أمر
تقديري لا ظاهر له فالمنادى المضموم متمكن في نفسه لحقه من شبه
الحرف اعتبار ما فعرض له البناء لأن العرب تعتبر المقدرات كما تعتبر
المحققات لكن لا يقوى عندها الاعتبار التقديري قوة المحقق فلما كانت
مشابهة الحرف للمنادى والمبني مع لا وما أشبه ذلك تقديرا لا محصول له في
ظاهر الحال ولا بقاء له لعروضه على صفة التمكن في الاسم لم يعتد به
الناظم ولا اعتبره. وهذا قد يكون له عذرا.
وَلَيْسَ أَدْنَى مِنْ ثُلَاثِيٍّ يُرَى ... قَابِلَ تَصْرِيفٍ سِوَى مَا غُيِّرَا
ابتدأ الكلام في أبنية الأسماء وأبنية الأفعال لما كانت محتاجا إليها في
علم التصريف من حيث كانت مرجوعا إليها فلا يدخل في الأبنية ما ليس
منها ولا يزاد عليها ولا ينقص منها فإن زادت علمت أن تلك البنية ليست
من كلام العرب وإن نقصت علمت أنها محذوفة وإن خرجت عن تلك الأشكال
علمت أن الإعلال أخرجها وإذا أردت أن تبني من كلمة على وزن أخرى لم
[244]