وسوف ولولا وكيلا فأما إذا انقلبت هذه الحروف إلى حكم هذه الأسماء
بإيقاعها مواقعها من عطف أو غيره فقد نقلت إلى مذاهب الاسمية وجاز
فيها تصريفها وتمثيلها وتثنيتها وجمعها والقضاء على ألفاتها
وياءاتها إذ صارت إلى حكم ما ذلك جائز فيه غير ممتنع منه"
هذا ما ذكره ابن جني من أن هذه الأسماء الموقوفة مبنية لشبهها بالأصوات
والحروف وعمدة ما احتج به في الشبه مجيء بعضها على حرفين ثانيهما لين
ولعمري إن هذا المنزع جار على طريقة الناظم لأنه جعل هذا من وجوه شبه
الحرف الموجبة للبناء وكأن ما جاء من هذه الأسماء الموقوفة على أكثر من
حرفين محمول في البناء عليها كما تقول ذلك في بعض أنواع الأسماء المبنية
وقد حكم عليها بالبناء السيرافي وابن خروف كما فعل ابن جني والمسألة
تستحق فضل نظر ولكن ليس هذا موضع ذكره إذ لا تعلق* بكلام الناظم
لأنه قد عرف أن مذهبه فيها مذهب غيره من النحويين وإنما تعلق النظر
فيها بكلام سيبويه.
فإن قيل فشبه هذه الموقوفات للحروف من أي نوع هو من أنواع الشبه
المذكورة في أو الكتاب؟ فالجواب أنه يمكن أن تكون من قبيل النوع الثالث وهو النيابة عن الفعل بلا تأثر فأسماء الأفعال مبنية لكونها وضعت وضع إن وأخواتها كما
[240]