كما تفعل وذلك بالأسماء وذلك قولك أول الجيم جيم وأخر الصاد دال
وأوسط الكاف ألف وثاني الشين ياء وكتبت ياء حسنة وكذلك العطف
لأنه نظير التثنية فتقول ما هجاء بكر؟ فيقول المجيب باء وكاف وراء
فيعرب لأنه عطف فإن لم يعطف بنى وكذلك أسماء العدد مبنية أيضا
تقول واحد اثنان* ثلاثة أربعة خمسة ويؤكد ذلك عندي ما حكاه
سيبويه من قول بعضهم ثلاثة أربعة فترك الهاء من ثلاثة قالها غير
مردوده إلى التاء وإن كانت قد تحركت بفتحة همزة أربعة* دلالة على أن
وضعها وبنيتها أن تكون في العدد ساكنة حتى إنه ألقى عليها حركة الهمزة
التي بعدها أقرها في اللفظ بحالها على ما كانت عليه قبل إلقاء الحركة عليها
ولو كانت كالأسماء المعربة لوجب أن تردها متى تحركت تاء* فتقول ثلاثة
أربعة كما تقول رأيت طلحة يا فتى فإن أوقعتها موقع الأسماء أعربتها
وذلك قولك ثمانية ضعف أربعة وسبعة أكثر من أربعة بثلاثة فأعربت هذه
الأسماء ولم تصرفها لاجتماع التعريف والتأنيث فيها. قال "فإذا أثبت بما
قدمنا أن حروف المعجم أصوات غير معربة وأنها نظيرة الحروف نحو: هل ولو
من وفي لم يجز أن يكون شيء منها مشتقا ولا متصرفا كما أن الحروف
ليس في شيء منها اشتقاق ولا تصريف فلو قال قائل ما وزن جيم أو طا
أوكاف أو واو من الفعل؟ لم يجز أن تمثل ذلك له كما لا يجوز أن تمثل قد
[239]