اشتقاق قال ابن جني فأما الأسماء الأعجمية ففي حكم الحروف
لامتناعها من التصريف والاشتقاق ولأنها ليست من اللغة العربية قال
وإذا كان ضرب من كلام العرب لا يمكن فيه الاشتقاق ولا يسوغ فيه التصريف
يعني التصريف العربي مع أنه عربي فالامتناع من هذا أولى وهو به
أحرى لبعد ما بين العجمية والعربية ألا ترى أنك لا تجد لإبراهيم ولا
لإسماعيل ونحوهما اشتقاقا ولا تصريفا كما لا تجد لهل وقد وبل فالأمر
فيهما واحد ثم ذكر أن قول من يقول إن إبليس من قوله تعالى يبلس
المجرمون وإن إدريس من درس القرآن أو درس المنزل وإن يعقوب من
العقبى أو العقاب خطأ إذ لو كان كذلك لكان عربيا مشتقا ولوجب الصرف
فيهما لكنها لا تصرف فليس ذلك إلا اتفاقي* ألا ترى إلى قولا النابغة
نبئت أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأر من الأسد
فلو كان من قبست النار لانصرف لأنه بمنزلة جارود من الجرد
وعاقول من العقل فإذا ليس لأحد أن يقول إن إبراهيم وإسماعيل لهما
مثالان من الفعل كما لا يمكنه ذلك في إن وسوف وثم وما أشبه ذلك
قال ولكن يقال لو كانت هذه الأسماء من كلام العرب لكان حكمها كيت
وكيت كما أن سوف وحتى ولو سمي بهما لكان من أمرهما كيت وكيت
[226]