فالجواب أنها تدخل له في قسم غير المتمكن لأنها عنده من حيث

استعملت استعمال الأصوات ووضعت وضعَها لا يدخلها اشتقاق ولا

تصريف ولا توزن ولا يدخلها من هذه الأحكام ما يدخل المتمكن صارت

كغير المتمكن من الأسماء ويُبيِّن ذلك أن إمالتها لغير موجب إذ ليست

الألفات فيها على رأيه بمنقلبةٍ عن شيء فضلا عن أن تكون منقلبة عن

ياء فتمال لذلك، بلى** هي كلا وما ونحوهما ولذلك جعل الفارسي القياس

فيها بعد التركيب أن تكون من باب طويت وشويت لا من باب حييتُ وإن

سمعت فيها الإمالة لأنها لا تدل على أصلِ الألف إذْ ليس لها أصل غير ما

ظهر من لفظها وسيأتي لهذا ذكرٌ في التصريف إن شاء الله

ووجه ما اطَّرد في ها ونا من الإمالة أنهما ضميران متصلان فقاما

بما اتصلا به مقام الجزء منه ألا ترى أن سبب إمالتهما إنما يُوجد أبدا بما

اتصلا به فصار قولك منها ومنا كسربال وبها وبنا كعماد والإمالة

فيما اتصلا به مطردة كذلك ما كان كالجزء منه وهذا ظاهر

ولما أتم الكلام على كليات الإمالة في الألف أخذ يذكر الإمالة حيث

وقعت منفردة عن الألف وذلك الحركات فقال

وَالْفَتْحَ قَبْلَ كَسْرِ رَاءٍ فِي طَرَفْ ... أَمِلْ كَـ (لِلْأَيْسَرِ مِلْ تُكْفَ الْكُلَفْ)

كَذَا الَّذِي تَلِيهِ هَا التَّأْنِيثِ فِي ... وَقْفٍ إِذَا مَا كَانَ غَيْرَ أَلِفِ

[203]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015