دخلتْ فيها الإمالة من حيث دخلتْ بلى وذلك أنها شابهتْ بتمام الكلام
واستقلاله بها وغناها عما بعدها الأسماءَ المستقلة بنفسها فمن حيث جازت
إمالة الأسماء كذلك أيضا جازت إمالة بلى ألا ترى أنك تقول في جواب
من قال لك ألم تفعل كذا؟ بلى. فلا تحتاج بلى لكونها جوابا مستقلا إلى
شيء بعدها فلما قامت بنفسها وقويت لحِقت في القوة بالأسماء في جواز
إمالتها كما أميل نحو أنّى ومتى وكذلك أيضا إذا قلت ألف با تا
قامت هذه الحروف بأنفسها ولم تحتج إلى شيء يُعرِّبها ولا إلى شيء
تتصل في اللفظ به فتضعف وتلطف لذلك الاتصال عن الإمالة المؤذنة
بقوة الكلمة وتصرفها» قال «ومما يقوِّي ذلك ما روينا عن قطرب أن
بعضهم قال لا أفعل فأمال لا وإنما أمالها لما كانت جوابا قائمة
بنفسها فقويت بذلك فلحقتْ بالقوة باب الأسماء والأفعال فأُميلت كما
أميلا هذا وجه إمالتها وهي حروف هجاء» انتهى ما قاله ابن جني
فإن قلت فمن أيِّ قسم تُعدُّ إمالة هذه الألفات وهي قولهم با تا
ثا را طا ظا إلى آخرها أمِنْ قسم المتمكن الذي إمالته قياس فيكون
داخلا* في إمالة الأسماء المتمكنة أم من قسم غير المتمكن فتكون من
الأسماء التي استثناها الناظم؟
[202]