من ذلك ذا التي للإشارة أمالوها لأنا أشبهت بتثنيتها وجمعها
وتصغيرها المتمكن فكأن ألفها منقلبة وأمالوا أيضا أنَّى نحو
قوله تعالى {أنَّى لكِ هذا} وقوله {أنّى شئتُم} قال سيبويه
«لأنّ أنّى تكون مثل أين وأين كخَلْفَك» قال وإنما هو اسم صار ظرفا
فقرب من عطشى» وأمالوا أيضا متى نحو قولك متى قيامُ زيد؟ وذلك
لأنها ظرف فجرت مجرى الظروف المعربة فعُومِلت مُعاملة فتى وأمّا
با تا ثا فهي وإن كانت تشبه الحروف فإنها إلى المتمكن أقربُ لأنها إنما
تكون كذلك على حرفين في حالة الوقف وحين جرت مجرى الأصوات
لإفرادها واستعمالها كذلك دون تركيب فعوملت من هذه الجهة معاملة الحروف
فإذا وقعت في الكلام مركبة جرت مجرى سائر الأسماء فقلت ياءٌ وتاء وثاء
وراء ونحو ذلك فهي في حالة الوقف أقرب إلى نحو واحدْ اثنانْ ثلاثةْ*
وشبه ذلك مما هو مقوفٌ** قابل للتصرف بوضعه حالة التركيب ألا ترى
إلى قولهم في الثلاثي منها دالٌ ذال لام كاف ولا شك أن هذه مثل
واحد اثنان فتكون في قبول الإمالة مثل المتمكنة وقال ابن جني «إنما
[201]