صحيح ولما لم يذكر من الحروف شيئا دلّ على خروجها رأسا وأيضا فإنما
امتنع الاسم غير المتمكن من الإمالة لشبهه بالحرف فأحرى أن لا يكون في
الحرف إمالة ولأنّ الإمالة نوع من أنواع التصرف في الكلمة ألا ترى أن
الألف تصير كالمقلوبة إلى الياء والقلبُ تصرفٌ والتصرُّف غير داخل في
الحروف على ما سيذكره بعد في قوله
حَرْفٌ وَشِبْهُهُ مِنَ الصَّرْفِ بَرِيْ
فإذا ما أُميل من الحروف إنما أميل شذوذا كإمالتهم* «يا» التي للنداء
وبلى ولا في قولهم إمّا لا فافْعَل كذا وإنما احتاج إلى ذكر الأسماء فقط
فبين أنها على قسمين وهي:
المسألة الثالثة:
مُتمكِّنٍ وغير متمكن فالمتمكن هو الذي تدخله الإمالة مطلقا وغير
المتمكن أصلُه لا يمال مطلقا من حيث كانت الإمالة نوعا من التصرف
والحروف وما أشبهها لا يدخلها تصرف لكن وقعت الإمالة فيها على وجهين
مطردةٍ وغير مطردة فأما المطردة ففي الاسمين المذكورين وهما: ها
ونا فاحتاج إلى ذكرهما وأنّ الإمالة فيهما مطردة وهذا مما تأكد عليه ذكرُه
من جهة أنها فيهما كثيرة وذكر مع ذلك بالقصد الثاني ما جاءت فيه الإمالة
غير المطردة فقال: وَلَا تُمِلْ كذا ... إلى آخره ويعني أن غير المتمكن سوى
الاسمين مُتلقى إمالته من السماع وليس لأحد أن يقيسها فيه ومثال ما جاء
[200]