الحركات تمال كما تمال الألف ومن الحركات ما يُمال لسبب موجب كما
سيأتي إثر هذا بحول الله تعالى ومنها ما يمال لغير سبب سوى المناسبة
لكن مناسبته للممال تارة تكون واجبة لأنها من حقيقة إمالة ذلك الممال
كما إذا وقعت الفتحة قبل الألف كفتحة اللام في تلا إذ لا تتصور إمالة الألف
إلا بإمالة الفتحة قبلها بل هي جزء منها ولم ينص الناظم على هذه المناسبة
لأنها معلومة ضرورة وتارة تكون غير واجبة ولكن على الجواز كإمالة فتحة
التاء في تلا وهو موجود في كلام العرب ومن ذلك في القرآن الكريم {رأى}
حيث وقع نحو {رأى أيديهم} و {رأى كوكبا} قرأها* بإمالة فتحتي
الراء والهمزة معا حمزة والكسائي وأبو بكر وابن ذكوان وكذلك ورش
لكنها عنده بين بين وكذلك {نأى بجانبه} قرأ بإمالة النون والهمزة معا الكسائي وخلف ولا شك أن إمالة هذه الفتحة الأولى لا موجب لها إلا المناسبة لإمالة الفتحة الثانية وبهذا المعنى وجهوا هذه القراءات وهي دليل على وجودها هكذا في كلام العرب وأما نحو يريد أن يضربها وعَيْنها من إمالة فتحة ما قبل الهاء فليس من إمالة المناسبة الجائزة في اعتبار قياسهم
[196]