{والقمرِ إذا تلاها} وما بعدها وموجِب الإمالة فيها قائم فأرادوا أن يميلوا
{ضحاها} لتناسب رءوس الآي والموجب هنا بعديّ منفصل وهو (تلا)
المشار إليه وفي «عِمَادًا» قَبْلِيّ متصل فأشار إلى أن الممال للمناسبة قد
تكون إمالتُه لمناسبة ما قبله ولمناسبة ما بعده وأيضا قد يكون متصلا بالممال
الأصلي وقد يكون منفصلا عنه وما قاله - أجلّه الله - ممكن إلا أن عليه
سؤالين طالبَينِ بالجواب عنهما:
أحجهما أن إتيان الناظم بتلا مشيرا إلى الآية بعيد جدا وقائم مقام
اللغز الذي لا يشعر به وليس وضعُ التعليم على هذا
والثاني أنّ وجه الإتيان بالمثال أن يكون مما فيه ذلك الحكم المقرر وهو
هنا إمالة المناسبة وليس في تلا إمالة مناسبة فكان الأحق أن يأتي
بالضحى من قوله تعالى {والشمس وضحاها} لأنه الممال للمناسبة
وإلا فيكون قد أتى بنوع من الإمالة وترك مثالها وأتى بمثال سببها وهذا في
غاية البعد ويغلب على الظن أن الناظم لم يقصده فالأظهر أنّ هذا
التفسير غير مُخَلَّص والذي يصح - والله أعلم - في تفسير هذا الموضع وجهٌ آخر وهو أن يكون قوله «وَتَلَا» إشارةٌ إلى نوع آخر من التناسب وذلك أنه يُمال للتناسب الألفُ وهو المشارُ إليه بعمادا ويُمال للتناسب الفتحة التي** قبل الفتحة الممالة وهي فتحة التاء من تلا فهو الذي أراد بالمثال وبيان ذلك أن
[195]