والثانية على تسليم ما قال لا يستقيم له** هذا التمثيل لأنك إذا
قلت عِمَادًا وَتَلَا ووصلتَ إحداهما بالأخرى سقطت الألف الثانية في الدرْج
لأنها ألف التنوين فلم يبق للألف الثالثة ما تناسب بإمالتها لأن المؤلف إن
كان جعل في التسهيل إمالة الألف الثالثة مناسبة للثانية الممالة مناسبةً للأولى
لقوله «أو لكونه آخر مجاورٍ** ما أميل آخره طلبا للتناسب» فلا
ينزّل هذا المثال على قوله وأما كلامه في التسهيل فالظاهر أنه قصد تناسب
رءوس الآي بعضها لبعض نحو {والضحى. والليل إذا سجى. ما ودّعك
ربُّك وما قلى} إلى آخره لا ما ذكر في هذا التفسير فإذًا تفسير كلام
الناظم بهذا فيه ما ترى
والتفسير الثاني كَتَب به إليَّ بعضُ الشيوخ ورأيتُه مذكورا في بعض
شروح هذه الأرجوزة وهو أن مراده بتلا قول الله تعالى {والقمرِ إذا تلاها}
قال نبَّه بذلك - رحمه الله - على أن إمالة المناسبة لها صورتان الأولى أن
يكون الموجِب قبليا وهو المراد بقوله كعمادا
والثاني أن يكون بعديا وهو المراد بقوله تلا قال والأولُ الموجب
فيه متصل والثاني عكسه ويعني بالعكس الضد ومقصود هذا الشيخ
حفظه الله أنّ قولَ** الله تعالى {والشمس وضحاها} ليس في ضحاها
موجِب للإمالة من الموجبات المتقدمة فإنما أميل لما وقع في الفواصل مع قوله
[194]