الهاء والميم فهذا كله صحيح وأما أن «تَلَا» أتى به الناظم تنبيها على أنه
تمال ألفه أيضا إذا اتصلت بعمادا طلبا للتناسب بين الكلمتين فإنما حمله
على هذا التفسير قوله في التسهيل «وقد يُمال عار من سبب الإمالة لمجاورة
الممال أو لكونه آخر مجاوِرِ ما أُميل آخرُه طلبا للتناسب» فنزّله على
أنه أراد ذلك هنا كأنّ ألف «تَلَا» منقلبة عن واو فلا موجب فيه للإمالة
فتمال إتباعا لألف «عِمَاد» ** الأخيرة التي أميلت إتباعا للألف الأولى فإن عنى
هذا فهو غير صحيح من جهتين:
إحداهما أن ألف «تَلَا» تميلها العرب بإطلاق أعنى المميلين منهم
لأن ما لامه واو عندهم يساوي ما لامُه ياء في اطراد الإمالة وقد تقدم كلامُ
الناظم في الإشارة إلى هذا ونصُّ سيبويه وغيره على هذا المعنى وإنما تفرِّق
العرب بين بنات الواو وبنات الياء في الأسماء لا في الأفعال وأما القراء فهم
الذين يفرقون بين ذوات الواو فلا يميلونها وإن كانت في الفعل وبين ذوات
الياء فيميلُها المميلُ منهم فإذا كان كذلك لم يكن إتيانه بتلا مطابقا لما قصد
كيف وألفه ممالة لداعٍ فيه وهو انقلاب الألف ياءً في تُلِي وهو قد قال
«وَقَدْ أَمَالُوا لِتَنَاسُبٍ بِلَا ... دَاعٍ» فكان يكون تمثيله على هذا التفسير
مناقضا لما أصّل
[193]