يحتمل أن يعود على النحويين فيكون المعنى أن النحويين قاسوا
فجعلوا المناسبة سببا من أسباب الإمالة فيكون على هذا قائلا بالقياس
ويحتمل أن يكون الضمير عائدا إلى العرب ويعني أن العرب قد أمالت
الألف لمجرد طلب التناسب بين الألفات في الكلام لا لسبب غير ذلك وعلى هذا
أيضا لا يدل على وجه من قياس أو غيره إذ لم يقل: وتجوز الإمالة للمناسبة
ولا ما يشعر بالقياس ولا عدمه وكأنه أراد ترك ذلك للناظر في المسألة لأنه في
محل الاجتهاد إذ لم يكثر السماع فيها كثرة يقطع بالقياس فيها فنقل ما
وجد وخرج عن عهدته وعلى أنه قد أشعر بالقياس في التسهيل على ضعفه
فقال «وقد يمال عارٍ من سبب الإمالة» إلى آخره فلم يسند ذلك
إلى السماع وقد قال سيبويه «وقالوا مِعْزانا في قول من قال عمادا
فأمالهما جميعا» قال «وذا قياس»
وقوله «بِلَا ... دَاعٍ سِوَاهُ» حصرٌ لهذه الإمالة في مجرد المناسبة
كأنه يقول لا سبب للإمالة إلا المناسبة خوفا من توهم وجود داع سواها ثم
مثّل ذلك بقوله «كَعِمَادًا وَتَلَا» وللناس في مراده بهذين المثالين تفسيران
أحدهما أن يريد أن ألف «عِمَادًا» الأخيرة في الوقف تمال لتناسب الألف
قبلها وذلك ألف «تَلَا» بعد «عِمَادًا» تمال مع اتصالها بعمادا على حد
اتصالها في كلامه للتناسب بالكلمة قبلها فيكون كلامه يعطي أن التناسب
[191]