فالجواب أن الوجهين موجودان في لغة أهل الإمالة وذلك أن المنفصل

لا يقوى قوة المتصل ولا يطرد إجراؤه مجراه وإنما هو تشبيه يقع في

الدرْج كما قال سيبويه وأيضا فإن من كلام العرب ألا يميلوا في الدَّرْج

ويميلوا إذا وقفوا فيقول أراد أن يضربها فيميل ثم يقول أراد أن

يضربها زيد فيفتح فلما كان هذا من كلامهم قابل اعتبار الاتصال

فضعف أيضا ضعفا آخر فمن هنا حكى سيبويه أن بعض العرب يقول بمال

قاسم بالإمالة قال «ففرق بين المنفصل والمتصل ولم يقو على

النصب إذ كان منفصلا» يعني حرف الاستعلاء فحصّلت عبارة الناظم

الوجهين بأحسن عبارة وهو هنا أكثر تحريرا من التسهيل وذلك أنه حين

ذكر أن سبب الإمالة لا يؤثر إلا وهو بعض ما الألف بعضه قال «ويؤثر

مانعها مطلقا» فيظهر من هذه العبارة أن «بمال قاسم» ونحوه مساوٍ

لناعق وناشط ونحوهما وليس كذلك وكم من مسألة تجدها في هذا النظم

أحسن وأشد تحريرا منها في التسهيل

* * *

وَقَدْ أَمَالُوا لِتَنَاسُبٍ بِلَا ... دَاعٍ سِوَاهُ كَ‍ (‍عِمَادًا) وَ (تَلَا)

[189]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015