كما لم يفصلوا بينهما في قارب وجارم وذكر سيبويه أنه سمع من يثق
بعربيته ينشد بيت هدبة بن خشرم بالإمالة:
عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر ... بمنهمر جون الرباب سكوبِ
وإذا كان في المسألة وجهان فاقتصار الناظم على أحدهما معترض
والجواب أن الأكثر في كلامهم عدم اعتبار الراء لبعدها ونص
عليه في التسهيل فقال «وربما أثّرت - يعني الراء - منفصلة تأثيرها
متصلة» فقللها بربما وهو الذي أشار إليه كلامه
وقوله «ولَا** أَجْفُو» من تمام المثال أي لا أجفو غارما بمعنى
لا أطالب مطالبة الجفاء بل مطالبة الرفق والتيسير
* * *
وَلَا تُمِلْ لِسَبَبٍ لَمْ يَتَّصِلْ ... وَالْكَفُّ قَدْ يُوجِبُهُ مَا يَنْفَصِلْ
هذا الكلام ذكر فيه الناظم المانع الثاني من موانع الإمالة وهو انفصال
السبب عن الألف بمعنى أنه منه في كلمة أخرى مستقلة بنفسها فيقول
لا تجوز الإمالة وإن وجد سببها إذا كان السبب لم يتصل بالألف ولا يريد
الاتصال في اللفظ بحيث يكون السبب ملاصقا للألف لأن سبب الإمالة
يوجبها وإن فصل بينهما حرف وحرفان وأكثر على ما تقدم إذا كانا في كلمة
[185]