الحروف الواقعة بين الألف والمستعلي نحو ناعق ومناشيط وعلل ذلك
السيرافي بأن حرف الاستعلاء بعد الألف أشد منعا منه قبلها فمن أجل ذلك
أجازوا الإمالة فيما كان قبل الألف فيه حرف مستعل وبعده راء مكسورة نحو
قارب وغارب ولم يجيزوا ذلك في فارق وناعق لأن التصعد بعد التسفل
أصعب على اللسان من العكس
والشرط الثاني أن تكون الراء متصلة بالألف كغارم وضارب فلو كانت
منفصلة عن الألف بحرفين لم تكف أصلا نحو مطامير ومقادير لبعد الراء
عن الألف وأولى ألا تكف إذا فصل بينهما أكثر من حرفين وأما الفصل
بالحرف الواحد فمفهوم المثال وما أعطاه من التقييد أنه لا يكف نحو مررت
بمقابر فلان فيفتح الألف في هذا النحو وهذا المقتضى* منقول عن العرب
ومقول به عند النحويين قال سيبويه «اعلم أن الذين يقولون هذا قارب -
يعني فيميلون - يقولون - مررت بقادر ينصبون الألف» وعلل ذلك بالبعد
من الألف فكف المستعلي الإمالة لأجل ذلك لكن هذا الوجه هو أحد الوجهين
عند العرب إذ حكى سيبويه عن قوم ترتضى عربيتهم مررتُ بقادر
بالإمالة على اعتبار كسرة الراء وعدم اعتبار المستعلي إذ كفته الراء وإن
كانت بعد الألف بحرف ووجه ذلك بأن هؤلاء يقولون قارب بالإمالة كما
يميلون جارم فيسوون بين المستعلي وغيره في عدم الاعتبار فأرادوا أيضا
أن يسووا بين قادر وكافر فيميلون فيهما معا ولا يفصلون بين مستعل وغيره
[184]