مثل به وإنما أملت وقد اكتنف الألف مانعان من الإمالة وهما الغين والراء

لأن الراء انكسرت فصارت بذلك على عكس ما كانت عليه مضمومة أو مفتوحة

فالكسرة في الراء هي المانع من الكف على الحقيقة وذلك لأن الراء كما

تقدم من وصفها التكرار فكأن الحرف منها في تقدير حرفين وكأن

الكسرة في تقدير كسرتين فإذا كان كذلك فتكون إحدى الكسرتين في مقابلة

المستعلي والأخرى موجبة للإمالة

ثم قوله «بِكَسْرِ» يعطي بمفهومه أن الراء غير المكسورة هي التي

تكف الإمالة وهي التي تقدم ذكرها في قوله «وَكَذَا تَكُفُّ رَا» وهي

المفتوحة أو المضمومة نحو بدار وجهار وحمار وبدارا وجهارا

وحمارا ونحو ذلك فكذلك راجل وراحل وراشد لأن الراء هنا تجري مجرى

المستعلي لتفخيمها وقد تقدم ذكر ذلك

واعلم أن الراء المذكورة في قوله « ... بِكَسْرِ رًا» أتى بها منكرة

فيحتمل المساق فيها وجهين

أحدهما أن تكون هي الأولى كما لو قال ورًا ينكف بكسرها أي

بكسر تلك الراء والوجه على هذا أن يأتي بها معرفة لا نكرة إذ التنكير

يوهم المباينة كما قالوا في قوله تعالى {إنّ مع العسر يسرا} بعد قوله

[181]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015