الفتح وحده يمنع الإمالة ألا ترى تركهم الإمالة نحو هذا عذاب وتابل
ونحو ذلك فإذا كانت الفتحة وحدها تمنع الإمالة فأولى إذا اجتمعا معا أن
يمنعاها هذا في الوجه الأول وأما الثاني فلأن الكسرة المتقدمة على
حرف الاستعلاء لما كانت بعد الحرف المكسور في التقدير عدت كأنها على
حرف الاستعلاء فكأنه صباح وطعان وقلات وظِعان وخلاف فصار
في حكم قِفاف وضعاف
واعلم أن هذا الفصل كله لا حظ فيه للراء وإن كان الناظم قد ضمها في
كلامه مع الحروف المستعلية وإنما هو مختص بحروف الاستعلاء وحدها وقد
تقدم الاعتراض عليه في مساقه للراء إلا أنه يبقى هنا على الناظم
سؤلان** وهما أن يقال ما الذي أحرز بقوله «اثْرَ الْكَسْرِ»؟ ولو قال ما
لم ينكسر أو يسكن لكان يظهر أنه يكفيه ولم اقتصر في نحو مصباح
على ذكر عدم الكف وللعرب فيه وجهان أحدهما ما قال والآخر كف الإمالة
لأن حرف الاستعلاء وإن كان ساكنا قد فتح ما بعده فصار بمنزلة ما لو كان
متحركا بعده الألف الممالة ولو كان كذلك لكف فكذلك هذا قال سيبويه
«وبعض من يقول قفاف ويميل ألف مِفْعالٍ وليس فيها شيء من هذه
الحروف ينصب الألف في مصباح ونحوه» قال «لأن حرف الاستعلاء
جاء ساكنا غير مكسور وبعده الفتح فلما جاء مسكنا تليه الفتحة صار
[178]