فالصورة الأولى أن يلي الألف تالي كسر وهو أن يقع ثالثا من
الحرف المكسور نحو قولك عماد وعباد وكلاب وأريد أن تحكما أمر كذا
وأن تضربا زيدا وأن لا تَشْتِما* عَمْرًا وكذلك قولك اسوِداد
وادِهمامٌ واستِماع وما أشبه ذلك مما تقع فيه الألف ثالثة فالإمالة سائغة
للكسرة المتقدمة قال سيبويه «إذ لا يتفاوت ما بينهما بحرف ألا تراهم
قالوا صَبَقْتُ فجعلوها يعني السين صادا لمكان القاف كما قالوا
صُقْتُ»
والصورة الثانية أن يلي الألف تالي سكون وذلك السكون يلي الكسر
وهو أن يقع الألف رابعا من الحرف المكسور وثالثا من السكون وذلك
قولك سِرْبالٌ وشِمْلالٌ وجِلْبابٌ ومِنَّا وعِلْماكما وسِرْنا
وبِنَّا ولم يَضْرِبْنا ولم يُكْرِمنا وما أشبه ذلك
فالإمالة في هذا جائزة أيضا للكسرة وذلك أن الكسر في الصورة
الأولى كأنه وال للألف إذ الفتحة بينهما من ضرورة الألف وفي الصورة
الثانية كأنما بينها وبين الألف حرف واحد قال سيبويه «لأن الساكن ليس
بحاجز قوي وإنما يرفع لسانه عن الحرف المتحرك رفعة واحدة كما رفعه في
[161]