مفهوم العبارة لا إلى صريحها كما كان قوله «دون مزيد» راجعا إلى

صريح العبارة لأن صريحها يقول: أمل كذا إذا اجتمعت هذه القيود دون

شذوذ فلو رجعت إلى صريحها لكان قوله «دون شذوذ» يعطي أنه غير ممال

لكن الكِبا والعَشا والمَكا ممالة فلا بد أن يكون المعنى على ذلك التفسير وما

لم تجتمع فيه هذه القيود فلا يمال دون شذوذ فههنا يصح أن يؤتى بالكبا

والعشا والمكا لأن الشذوذ مستثنى من الحكم بعدم الإمالة فهو إذا ممال

ولا خفاء بضعف هذا التفسير فالصحيح هو التفسير المتقدم وهو الذي يفهم

من التسهيل إذا تدبر والله أعلم

ووقع هنا تفسيران آخران لهذا الشذوذ فقال ابن الناظم: احترز بعدم

الشذوذ من مصير الألف إلى الياء في الإضافة إلى ياء المتكلم نحو قفي

هدي وفيما قال نظر لأن قلب الألف ياء هنا ليس بشاذ بل هو

شهير في لغة شهيرة يصح لنا القياس عليها وقد نبه الناظم على ذلك في باب

الإضافة وإنما يستعمل لفظ الشذوذ حيث لا يوجد في السماع منه إلا لفظ أو

لفظان أو شيء نادر لما تقدم في التفسير الأول فكيف يصح أن يطلق لفظ

الشاذ على لغة شهيرة في الاستعمال مقروء بها في القرآن وأولى من ذلك ما

كتب به إلي بعض الشيوخ من أنه أشار إلى نحو وقوف بعض طيئ*

على نحو عصا بإبدال الألف ياء قال فيصدق على الألف أنها آلت إلى

[142]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015