بتحريك بناءٍ غير مدامٍ، كما تقدم تقريره في المسألة الأولى ووجه ذلك
ظاهر مما تقدم؛ إذْ كانت الهاءُ إنما لحقت لبيان الحركات والساكنُ لا حركة
فيه. وأيضا فلحِقتْ لئلا يلتقي ساكنان وهذا يقتضي أن لا تلحق إلا المتحرّك
فإذا ما جاء من لحاقها لما آخره ساكن فقليل ولا يكون الساكنُ مع قلته إلا
الألف وذلك قولهم (هؤلاهْ) و (هَهُناهْ) قال سيبويه «واعلم أنهم لا يُتبعون
الهاء ساكنا سوى هذا الحرف الممدود - يعني الألف - لأنه خفِيٌّ فأرادوا البيان
كما أرادوا أن يُحرّكوا ولا يجوزُ أن تلحق ما في آخره ياءٌ أو واواٌ
وغيرها من السواكن إلا ما تقدم ذكره في الندبة من لحاقها الألف والواو والياء
لِما أرادوا هنالك مِنْ مَدِّ الصوت» **
فإن قيل إن لحاق الهاء مَدَّة الندبةِ قياس مُطَّرد وهو مُختصٌّ
بالوقف كهذا الموضع فلِمَ أشعر هنا بأنها لا تلحقُ إلا المتحرك فظهر أن باب
الندبة يدخلُ الاعتراض عليه
فالجواب أنه إنما تكلم هنا على غير الندبة إذ قد تقدّم الكلام عليها
فهو لا يريدُها هنا أصلا وإلا كان تكرارا
المسألة الرابعة أن هذه الهاء لا تلحق حركة الإعراب وإنما هي
مختصّةٌ بحركة البناء المستدام كما أخبر أولا وأشعر بهذا من كلامِه
[113]