تخصيصُه حركة البناءِ باللحاق المذكور فدلّ على أن غير حركة البناء عنده على
خلاف ذلك وإلا لم يكن لتخصيصه حركة البناء دون غيرها فائدة وأيضا إذا
كان ينفي* لحاقها عن حركة البناء غير المستدام فأنْ ينفيه عن حركة الإعراب
أحرى وأولى وأيضا قد يُقال إن حركة الإعراب قد دخلت له تحت قوله: غير
تحريك بناء أُديم. وقد تقدم تقريره وإذا كان كذلك بقي علّة* عدم لحاقها لحركة
الإعراب ووجهُ ذلك أن المعرب يتصرف بوجوه الإعراب ويوقف على التنوين
منه حالة النصب فجعلوا هذا كالعوض من الهاء مع أنهم أرادوا أن يفرقوا
بين الحركتين
واعلم أنّ معنى قولِ من يقول: إنّ هاء السكت لا تلحق معربا أنها لا
تلحق حركة إعراب فقد يكون الاسم معربا والهاء تلحقه مع ذلك لأن الحركة
التي في آخره ليست حركة إعراب كـ (مسلمان) و (مسلمون) ونحوهما مما تقدم
فإنه معرب مع أن الهاء تلحقه فتقول (مسلمانِهْ) و (مسلمونَهْ) وقد توهم ابن
خروف خلافَ هذا وذلك أن المبرد أجاز في بَيْتَيْ سيبويه وهما
هُمُ القائلون الخير والآمرونَهُ ... إذا ما خشُوا** من محدث الأمر معظما وقوله
[114]