وبقي بعد هذا بيان الشذوذ الذي أشار إليه في المحرك بحركة بناء غير
مُدامٍ وقد ألحقوا الهاء في الوقف «عَلُ» فقالوا (مِنْ عَلُهْ) حكاه في
التسهيل ولم أستظهر عليه بشاهد فعليك البحث عنه وقد وجدتُ له شاهدا
في شرح ابنه لهذا النظم ولكني لم أقيِّده كما أحبُّ فتركتُه
وأما المسألة الثانية فهي مسألة البناء المستدام وذلك قوله «فِي الْمُدَامِ
اسْتُحْسِنَا» وهو على حذف العاطف والمدام على حذف الموصوف وضمير
«اسْتُحْسِنَ» عائد على «وَصْل» ** والتقدير: وفي تحريك البناء المدام استحسن
وصلُ هاء السكت، والمستَحسِن لذلك إما العربُ أو النحويون
واعلم أنّ ما فيه حركة البناء المدام على ثلاثة أقسام
أحدها أن يكون آخره محذوفا فلحقت الهاء جبرا لما حُذِف وصونا
عن تسكين ما قبله والثاني ألا يكون محذوفا منه إلا أن ما قبل آخره ساكن والآخر خفيٌّ في نفسه وهو النون أو ما أشبهها وهو الأكثر فيما قبله ساكن فألحقوا الهاء تبيينا للنون ولحركتها وكراهة لالتقاء الساكنين
[108]