وإنما يختص هذا بالمضموم لا بما ليس بمضموم لأن الضمة هي التي

أشبهت حركة الإعراب فأما إن كانت الحركة التي في آخر المنادى غير ضمة

- أعني مما ليس بإعراب - فيجوز لحاقُ الهاء لها وقفا فإذا وقفت على

المنادى المرخَّم فإنه يجوز أن تقف على الهاء فتقول في (يا جعفَ): (يا جعفَهْ)

وفي (يا عامِ): (يا عامِهْ) وفي (يا منصُ): (يا منصُهْ) وإنما قلت ذلك وإن لم أجده

منصوصا عليه بخصوصه لأنهم قالوا في (طَلْح) إذا وُقف عليه (يا طلحَهْ)

بالهاء نصَّ على ذلك سيبويه وغيره وهو الأكثر في كلامهم ولا يقال

(يا طَلْحْ) إلا قليلا لأنه قد صار في درجة (ارمِهْ) والأكثر في (ارمِ) الوقفُ بالهاء

كما تقدم وذلك لأنهم لما ألزموه الترخيم في الأكثر ألزموه الهاء في الوقف

ونص سيبويه على أنّ هذه الهاء هي هاء السكت لا غيرها وإن كان محتملا

أن تكون كذلك أو تكون هاءَ الأصل ردّت للوقف كما ردّي ياء (يا مري)

فقال «وإنما ألحقوا هذه الهاء ليبينوا حركة الميم والحاء» يريد في

(يا سلمهْ) و (يا طلحهْ) قال «فصارت هذه الهاءُ لازمةً في الوقف كما لزمت الهاء

في وقف ارمِهْ» وعلل ذلك بنحو ما عَلَّلَ به (ارمه) وبابه. وإذا ثبت هذا فكلُّ

مُرخَّم قد لزمت فيه تلك العلة وصارت الحركة التي في آخر المرخم

ليست بضمة نداء بل هي حركة بناء كحركة (لم يرمه) فلا بدَّ من القول بجواز

[106]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015