أراد وأراها لا تزال ظالمة ولم يرد نفي الرؤية إذ لا يصح ذلك

فكذلك أدخلَ هنا «غير» على التحريك وهو يريد المدام وإذا كان مثل

هذا مستعملا فلا إشكال في كلامه والله أعلم

ثم نقول بعدُ إنّ لحاق الهاء لتحريك البناء غير المدامِ شاذ كما قال

وكلامُ العرب على عدم اللحاق لأن حركة البناء غير المدام شبيهةٌ بحركة

الإعراب لانتقالها وعدم بقائها على حالة واحدة فصار حكمها كحركة

الإعراب وحركةُ الإعراب لا تلحقها الهاء أصلا فكذلك ما كان مثلها. وبعدُ

فحركة البناء التي على هذا الوصف تُوجَد في أنواع من الكلم وقد عدَّ منها

في التسهيل أربعة أنواع:

أحدها الاسم المبني مع لا في قولك (لا رجلَ في الدار) فحركة اللام

بنائية ولا بدّ على مذهبه إلا أنها لا تلحقها الهاءُ فلا تقول (لا رَجُلَهْ) ولا

(لا علامَهْ) في (لا غلامَ) لشبهها بحركة الإعراب؛ ألا ترى أن العرب تُتبِع فيها

على اللفظ كما تُتبِع في حركة الإعراب فتقول (لا رجلَ عاقلًا) كما تقول (رأيت

رجلًا عاقلًا) ولأجل هذا زعم قوم أنها حركة إعراب وقد تقدم الكلام على ذلك

في باب لا

والثاني المنادى المضموم نحو (يا زيدُ) و (يا حكمُ) و (يا رجلُ) فالوقف

ههنا بالإسكان خاصة ولا يجوز أن تلحق الهاء فتقول (يا زيدُه) و (يا حكمُهْ)

و(يا رجلُهْ) لما تقدم في اسم لا من أنّ الحركة هنا شبيهة بحركة الإعراب

ولذلك جاز الإتباع فيها على اللفظ فتقول (يا زيدُ الظريفُ) و (يا عمرُو الفاضلُ)

[105]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015