قال ابن الضائع ووجهه عندي أنه لما وقف على أبيض بالتشديد
وهو خاص بالوقف والوقف يذهب معه الإعراب أشبه التشديد الذي ليس
بمحل إعراب كهُنَّهُ*. قال ولذلك أشار سيبويه يعني بقوله كما ألحقها في
هُنَّه وهو يريد هُنَّ فقد ثبت لحاق الهاء شذوذا لحركة الإعراب فيُدعى أنه
من جملة ما نَبَّه عليه الناظم بقوله «وَوَصْلُهَا بِغَيْرِ تَحْرِيكِ بِنَا ... أُدِيمَ شَذَّ»
والعذر الثاني - على تسليم أنه إنما قصد تحريك البناء غير
المستدام وأنه معنى كلامه - فقد تُدخِل العرب النفي على أول الكلام قصدا
لنفي ما بعده ولا تقصد نفي ما دخلت عليه ومن ذلك ما أنشده الفراء من
قول الراجز
من كان لا يَزْعُمُ أنّي شاعرٌ ... فَيَدْنُ مني تَنْهَهُ المزاجِرُ
فلم يرد أن يقول من انتفى عنه الزعم بأني شاعر فيدنُ مني وإنما
أراد من كان يزعم نفي الشعر عني أي من كان يزعم أني غير شاعر فيدنُ
مني تنهه المزاجر. وقال الآخر
ولا أراها تَزَالُ ظالمةً ... تُحدِثُ لي قرحةً وتَنْكَؤُها
[104]