يعني أنّ وصْلَ الهاء بحركة بناءِ مُدَامٍ - أي مستدام - مستحسنٌ عند
العرب والنحويين ووصلها بحركة بناءٍ غيرِ مُستدامٍ شادٌّ يُحفظ ولا يُقاس عليه.
هذا ما قال على الجملة وهذا الكلام منه يشتملُ على أربع مسائل: ثنتان
منصوص عليهما وثنتان مأخوذتان من قوة الكلام
فأما المسألة الأولى فهي مسألة البناء غير المستدام ومعنى المستدامِ
البناءُ الذي لا تنتقل عنه الكلمة إلى الإعراب في حال من الأحوال، وغير
المستدام هو الذي تنتقل عنه الكلمة في بعض الأحوال فيكون معربا مرة
ومبنيا مرة
و« ... أُدِيمَ» في كلامه جملة في موضع الصفة لـ (بِنَاءٍ ... )، و «شَذَّ»
جملة في موضع خبر المبتدأ الذي هو «وَصْلُهَا**» كأنه قال: ووصل الهاء بغير
تحريك بناءٍ مُستدامٍ شاذ. وكان حقه أن يقول: ووصلُها بتحريكِ بناءٍ
غير مدامٍ شذَّ، فيُدخِلَ النفي على الدوام لأن هذا المعنى هو المراد وهو أن
دخولها على البناء العراضِ شاذ، وظاهرُ عبارته يُعطي ما هو أعمُّ من هذا
لأنّ غير تحريك البناء المدام أعمُّ من أن يكون تحريكا غير مدام أو تحريك
غير بناء بل تحريك إعراب لأن حركة الإعراب يصدُق عليها أنها غير تحريك
بناءٍ مدام مع أنّ القصد إنما هو في الكلام على حركة البناءِ المدام وغير المدام
خاصة لا في حركة البناء والإعراب؛ إذ حركة الإعراب لا تلحقها الهاءُ في
[102]