الأفعال فكما اختير هنالك إلحاقُ الهاء اختير هنا أيضا والوجهُ الثاني
دونَ الأول قال سيبويه «وقد قال قوم: فيمْ؟ وعلامْ؟ كما قالوا: اخْشْ»
وقد يظهر من كلام الناظم جودة الوجه الأول كما ظهر في (اخش) لأنّ عبارته
هنا مثلُ عبارته هنالك
ووجه لزوم الهاء مع الاسم مبنيٌّ على ما تقدمَ من أن الاسم مستقل
بنفسه قد ينفصل مما بعده لأنك قد تقول (جِئتَ مجيئا حسنا) و (كنت لزيد
مِثْلًا) و (اقتضيت منك اقتضاءً* جميلا) فليست هذه الأسماء بلازمةٍ للإضافة
كما كانت حروفُ الجرّ لازمةً لمجروراتها* بل هي وإن كانت مضافاتٍ - في حكم
الاستقلال، فلم تكن «ما» معها كالجزء منها فلما وقفوا أتوا بهاءِ
السكت لأن «ما» من أجل انفصالها حُكما مما قبلها تبقى على حرفٍ واحد
فكان الوقف عليها بالسكون غاية الإخلال فلزمت الهاء عنده بخلاف الحرف
إذا كان هو الجارَّ فإنه لا يستقلّ بنفسه فكان اتصاله بمجروره* اتصالا تاما حتى صار كالكلمة الواحدة التي على أكثر من حرف واحد فلم يلزمها إلحاقُ الهاء. وهذا نظيرُ المنقوص الذي بقي** بعد الحذف على حرف واحد أو
على أكثر نحو (مُرٍ) و (عَمٍ) وقد تقدم فإثباتُ الياء هنالك نظيرُ إلحاق الهاء هنا
[99]