لبعض العرب قال سيبويه «وقد يقول بعض العرب (ارْمْ) وفي** الوقف
و(اغْزْ) و (اخْشْ) حدثنا بذلك عيسى بن عمر ويونس» واعلم أن الوجه الأول
- وهو الوقف بالهاء - هو الأجود والأكثر في الكلام وأم الوجه الثاني فهو
أضعف الوجهين وأقل اللغتين قال سيبويه «جعلوا آخر الكلمة حيث وصلوا
إلى التكلم بها بمنزلة الأواخر التي تحرّك مما لم يحذَفْ منه شيء* لأن مِن
كلامهم أن يشبّهوا الشيءَ بالشيء وإن لم يكن مثله في جميع الأشياء التي
هي فيه» والناظم لم ينص على الترجيح بين الوجهين ويمكن أن يكون في
تقديمه إياه واعتماده أولا عليه في المسألة مشعرا بالترجيح ولا يضر بعد ذلك
قوله «وَلَيْسَ حَتْمًا» إذ لا ينتفي بذلك الترجيح وإنما ينتفي به اللزومُ
خاصةً
ثم قوله (وَلَيْسَ حَتْمًا فِي سِوَى) كذا إلى آخره يعني به أنه إلحاق هاء
السكت لا ينحتم إلا الفعل الذي يشبه (عِهْ) أو (يعِهْ) إذا كان (يعه)
مجزوما. ووجه الشبه في الفعلين أن يبقى الفعل بعد الحذف على حرف أصلي
لا حرفين فأكثر وكأنه يقول: الفعل المحذوف الآخر على قسمين:
أحدهما أن يبقى بعد الحذف على أكثر من حرف واحد فهذا الذي فيه
الوجهان المتقدمان وعليه دلّ مثالُه
والثاني ألَّا يبقى منه إلا حرف واحد أصليّ كـ (عهْ) الذي مثّل به وهو فعل
أمر من (وَعَى يَعِي) أصله الثلاثة فحذف الأولُ لأنه واوٌ وقعت في المضارع بين
[90]