سيبويه «كرهوا ذهاب اللامات الإسكان** جميعا» قال «فلما كان ذلك
إخلالا بالحرف كرهوا أن يسكّنوا المتحرك»
ويريد الناظم أن الفعل الذي دخله الإعلال بحذفِ آخرِه يوقف عليه بهاء
السكت ومثل ذلك بقوله «أَعْطِ مَنْ سَأَلْ» فـ (أَعْطِ) فعلٌ قد حُذف آخره
وهو الياء فتقف عليه (أعطِهْ) وكذلك تقول في (ارمِ): (ارمِهْ) وفي (اغزُ): (اغزُهْ)
وفي (اقضِ): (اقضِهْ) وما أشبه ذلك
والألف واللام في الفعل لتعريف الجنس المقتضي للعموم فكلُّ فعل أُعلّ
ذلك الإعلالَ فحكمُه ذلك الحكم كان المحذوفُ الياءَ كـ (أعطِ) أو الواو كـ (اغزُ)
و(ادعُ) أو الألف كـ (اخشَ) و (ارضَ) فتقول (اغزُهْ) و (ادعُهْ) و (اخشَهْ) و (ارضَهْ)
وسواءٌ أيضًا أكان الحذفُ للجزمِ أم للوقف، والحذف للوقف كما تقدم ذكرُه
ومنه قوله تعالى {أولئك الذين هدى اللهُ فبهداهم اقتَدِهْ} والحذف
للجزم كقولك (لم يخشَهْ) و (لم يقضِهْ) و (لم يغزُهْ) الحكم سواءٌ في الجميع
وقوله « ... بِحَذْفِ آخِرٍ» بيان للإعلال، ما هو؟ ثم قال «وَلَيْسَ حَتْمًا
فِي سِوَى مَا كَعِ أَوْ ... كَيَعِ مَجْزُومًا» يعني أن الوقف على الفعل بهاء السكت كما
ذكر ليس بحتم أي لازم حتى لا يجوزَ تركُه بل هو غير لازم فيجوزُ
لك أن تقول (ارْمْ) و (اخْشْ) و (اغْزْ) و (لم يخْشْ) و (لم يغْزْ) و (لم يرْمْ) وهي لغة
[89]