ياء وكسرة ثم حُمل فعلُ الأمر عليه وحُذف الآخر بالحمل على المضارع
المجزوم فلم يبق من الفعل إلا حرفٌ واحد و (يَعِهْ) الممثّل به أيضا أصله
الثلاثة فحذف الأول لما ذكر وحذف الآخر للجزم فبقي على حرف واحد
وياءِ المضارعة وهي زائدة ليست من أصل البناء فلما كان كذلك أرادوا ألّا
تبقى الكلمة على أصلٍ واحد ساكن فإنك لو وقفت بغير هاءٍ لقلت في الأمر
(يا زيدُ عِ) وفي المضارع (إن تَشِ أَشِ) من وشَيْتُ، و (إن تَقِ أَقِ) من وقيتُ
فكرهوا هذا الإجحاف لأنه إخلال بالكلمة فألزم الهاء من يقف في (ارمِ) بلا
هاء وصار هذا الفعل في الوقف نظير (يا مُرِي) ** في الأسماء حيث
ألزموه الياءَ خوفًا أن يبقى على أصلٍ واحد ساكن وعلى هذا تقول في «ق»
(يا زيد أق أنا: قِهْ وأقِهْ) ** وفي «شِ» (يا عمرو أش أنا شِهْ
وأشهْ) ** وكذلك ما أشبهه
فإن قلت ما فائدة قول الناظم «أَوْ ... كَيَعِ مَجْزُومًا» فقيَّده بكونه
مجزوما وكان يكفيه أن يقول (أو كيعه) لأن اللفظ لفظ المجزوم؟
فالجواب أن اللفظ لا يكفيه هنا؛ إذ لو لم يقيّده بالجزم لتوهم أنه أراد
غير المجزوم لكنه حذف ياءه لضرورة الوزن إذ يمكن هذا في النظم
[91]