ووجهُ ترك إبدالها أن الألف والتاء علامة الجمع والتأنيث فكأنَّ التاءَ إنما

دخلتْ على الألف لا على الاسم المجموع فصارت متصلة بالاسم ليست في

تقدير الانفصال فأشبهت تاء الإلحاق نحو (سنبتة**) فعاملوها معاملتها

بتركها على حالها وصلا ووقفا بخلاف التاء في المفرد فإنها إنما لحقت الاسم

وحدها فهي منفصلة مما قبلها انفصال الثاني من المركبين وبذلك

شبهوها فبعُدَتْ من مشابهة تاء الإلحاق فأبدلوها في الوقف. بهذا المعنى

علَّلَ السيرافي وهو معنى تعليل سيبويه

وأما القليل - وهو الإبدال - فلم يذكره سيبويه وذكره غيرُه فحكى ابن

جني عن قطرب أن طيئا تقول (كيف البنُونَ والبناهْ؟ ) و (كيف الإخوة والأخواهْ؟ )

قال «وذلك شاذ» ووجه ذلك تشبيه (مسلمات) بـ (علقاة) من حيث كانت التاءُ

للتأنيث على الجملة

وأما قوله «وَمَا ... ضَاهَى» يريد: ما ضاهى جمع التصحيح أي أشبهه وحقيقةُ المضاهاة المشاكلة يقال (ضاهأتُ) و (ضاهيت) بالهمز وبغير همز والظاهر أن هذا من غير المهموز والذي يضاهي جمع التصحيح ما سُمِّي به منه نحو (عرفاتٍ) و (أذرعاتٍ) تقول (عرفاتْ) و (أذرعاتْ) بالتاء في اللغة الفصيحة وكذا ما سُمِّي به من هذا الجمع لأنه جارٍ مجرى الجمع الحقيقي

[85]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015