الساكن ما قبلها إنما تسمى تاء تأنيث مجازا بل التأنيث بنفس البنية كما
قالوا في (أخت) و (بنت) لا بالتاء إذ لو كانت التاء للتأنيث حقيقة للزم انفتاحُ ما
قبلها فصارت كألف الأصل وألف الإلحاق فالقياس إثباتها تاءً فقولهم
(هَنَهْ) و (مَنَهْ) ليس بوقفٍ على (هَنْت) و (مَنْت) نفسه بل هو وقفٌ على مردود إلى
الأصل ولذلك صار ما قبلها مفتوحا
ونظرٌ ثالث وهو أن يُقال هل يدخلُ له في قوله « ... إِنْ لَمْ يَكُنْ بِسَاكِنٍ
صَحَّ وُصِلْ» (كَيْتَ) و (ذَيْتَ) فيكون الوقف عليهما بالهاء على مقتضى كلامهم أو
لا يدخل له؟ والذي يظهر أنّ كلامه قابل لدخوله لكن لم يُرده أصلا لأن وإن
وُقف عليهما بالهاء فليس إلا بعد ردّ ما حُذف فتقول في الوقف (كيَّهْ) و (ذَيَّهْ)
وكلامه لا يشعر بهذا الردّ مع أن سائر ما يُوقف عليه بالهاء - وقبله ساكن
معتل - لا يحتاج إلى زيادة تغيير غير الإبدال. وأيضا فالوقف عليهما على غير
القياس فالظاهر أنه لم يُنبِّه عليهما ولا أرادهما وإن صلح كلامه لهما
والشرط الثاني من الشرطين المتقدمين أن لا تكون التاءُ في جمع
تصحيح ولا ما أشبه جمع التصحيح بل تكون في المفرد نحو ما تقدّم من
الأمثلة فإن كانت في جمع تصحيح - وهو الجمع بالألف والتاء - فاللغة
الفصحى ألَّا تُبدلَ فيه وإنما تبدل فيه في لغة قليلة وذلك قوله «وَقَلَّ ذَا فِي
جَمْعِ تَصْحِيحٍ» فـ (ذا) إشارة إلى الإبدال أي: قلّ الإبدال في هذا الجمع** وما
ضاهاه وكثر إثباتها على حالها فأما الكثير في جمع التصحيح
فتقول (هذه هنداتْ) و (زينباتْ) و (طلحاتْ) ولم يحك سيبويه إلا هذه اللغة
[84]