والثالث أن يقفُوَ مُحرَّكا وذلك قولُه «إِنْ قَفَا ... مُحَرَّكًا» والضمير
في «قَفَا» عائد على مدلول «مَا» وهو الحرف الموقوف عليه وأُتِي به في
مساق الشرط المدلول عليه بإنْ بعد ما جمع الوصفين المتقدمين كأنه يقول: ما
جمع الوصفين المذكورين يجوز فيه التضعيف إن كان قد قفا مُحرَّكا ومعنى
قفا: تبع، قفوت أثره واقتفيتُه إذا اتّبعتَه وأتيت في قفاه أي إن
تبع الآخر محركا وذلك نحو ما تقدم من قولك: فرج وخالد وجعفر ففي مثل
هذا تقول فرحْ (ش) وخالدْ (ش) وجعفرْ (ش) فإن قفا ساكنا فمفهوم الشرط أن لا
يقف بالتضعيف لأنه لا يمكن الجمع بين ثلاثة سواكن
فإن قيل فهل يجوزُ التضعيفُ إن كان ما قبل الآخر ساكنا بمنزلة
المتحرك وذلك حروف المدّ واللين لأنّ مدّها يقوم مقام الحركة فكما تقول: *
دوابّ وثوبك ثُمُودّ** وهذا أُصَيْمُّ فتقف عليها بالتضعيف الأصلي فكذلك
كان ينبغي أن تقول في حمار إذا وقفت حمار وفي بعير بعيرّ وفي كفور:
كفورْ (ش)
فالجوابُ أن ذلك لا ينبغي أن يجوز في الوقف على الألف لأن الجمع
بين ساكنين على الإطلاق مستثقلٌ فلا يجوز أن يُؤتى به في الوقف الذي
هو موضع استراحة فإذا استثقل الساكنان في الوقف كما ذكر فاستثقال
[58]