ثم قال «أَوْ قِفْ مُضْعِفَا»
هذا هو الوجه الرابع وهو التضعيف، أطلق عليه لفظ الإضعاف فبنى
منه مُضْعِفا اسم فاعل من أضعَفَ والاصطلاحُ على ضعَّفَ تضعيفا فهو
مضعِّفٌ لا على أضعفَ إضعافا فهو مُضْعِف. لكن لما كان المعنى واحدا
تساهل في العبارة عنه ومعنى كلامه أنك مخيَّر أيضا في أن تقف على الحرف
الآخر مضعفا له ومشددا فتقول في خالد: خالدْ (ش) ** وفي فرج: فرج (ش) **
وفي يجعل: يَجْعَلْ (ش) ** فتشدّ الآخر ومنه ما روي عن عاصم أنه كان يقف على
قوله تعالى {وكل صغيرٍ وكبيرٍ مستطر** (ش)} بتشديد الراء قال
الأهوازي «ولم يذكُر من جميع القرآن إلا هذا الحرفَ فقط ويلزمه أن
يقف كذلك على جميع ما أشبه ذلك إذا تحركَ ما قبل آخرِ حرفٍ مِن الكلمة إلا
أنّ القراءة سنة* ليست بالقياس»
وعلامة التشديد: ش، وهي مقتطعة من شديد كما أن الخاء
مقتطعة من خفيف قال سيبويه «هم أشدُّ توكيدا» يعني أنّ من وقف بالتضعيف زاد في التوكيد في الدلالة على أن الموقوف عليه متحرك لا ساكن «فأرادوا أن
يجيئوا بحرف لا يكون الحرف الذي بعده إلا متحركا» لأنك لو قلت: خالِدْ فخففت لتوهِّم أنه كان ساكنا في الوصل فلما ثقلت
[56]