نحو رأيت زيدا فلم يقولوا رأيتُ زيدَى** ولا زيدو فلو كانت ألف
الأصل مطلقا لم يمتنعوا من إبدالها حيث كانت. وأيضا فإن العرب تُميلُ:
هذا فتى ولو كانت ألف التنوين لم تُمل كما لا تمال الألف في (رأيت دما)
واستدل ابن عصفور أيضا بأن هذا الألف تُمال في حالة الرفع ولا تمال
في حالة النصب وبأنها تقعُ قافية في الرفع والجر ولا تقع قافية في حالة
النصب وهذا لو صح دليلٌ لكنهم قد نقلوا عن القُرَّاء إمالة هذه الألف
حالة النصب كقوله تعالى {أو كانوا غُزًّى} و {سمِعنا فتًى}
وما أشبه ذلك مع أنهم لم يميلوا {وقد آتيناك من لدنا ذكرا} ولا ما
كان نحوه أصلا فهذا يردُّ ما ذكره ابن عصفور وهو دليلٌ للكسائي
على الناظم
وقد اعتذر بعضهم عن هذا بأن المنصوب الممال قليل في القرآن مع أن
العرب تشبّه الأصلي بالزائد والزائد بالأصلي فيجرى* حكم أحدهما
على الآخر فلا دليل في الإمالة على هذا إلّا أنّ ابن الأنباري حكى أنّ
العرب تقول (رأيت فتى) فتُميلُ الألفَ إلى الياءِ مع أن ألف التنوين لا
[11]