المسجد، وجاءني غلام زيد، وصاحب عمرو، وقعدت خلف دار زيد، وما أشبه ذلك، ووجه اختصاصه بالاسم يتبين إن شاء الله في قوله:
والاسم قد خصص بالجر كما ... قد خصص الفعل بأن ينجزما
وما جاء من نحو قوله:
والله ما ليلي بنامَ صاحِبُه
وقول الآخر:
وللهُ عن يشفيك أغنى وأوسع
وقولهم: (نعم السير على بئس العير)، وقولهم: (اذهب بذي تسلم) وما أشبه ذلك فقليل في كثير، وأيضا هو خارج كلام الناظم حيث قال: (بالجر) ولم يقل بحروف الجر، والجر مفقود في هذه الشواهد وإن وجدت أدواته إلا أن يقال: إنه أراد بحروف الجر، لكن حذف المضاف، فهذا خلاف الظاهر فلا يدعى إلا بدليل، وإن سلم فذلك كله مؤول، فلم يعتبر به ووكل أمره إلى أبوابه ومواضعه، إذ ليس من قبيل ما ينبه المبتدئ ولا من يليه عليه في مثل هذا الموضع، وقد تقدم نحو هذا في مسألة الكلام.
وأماك (التنوين) فهو نون ساكنة مزيدة في آخر الاسم لمعنى يختص به، وإنما كان مختصا بالاسم، لأنه إما أن يدل على تعريف ماهو صالح للتنكير