بقاء الأصالة، وهو تنوين الصرف، والأصالة إنما هي للاسم فلا يلحق ما يدل على بقائها غيره نحو: ابن ورجل وزيد وعمرو، وإما أن يدل على تنكير ما هو صالح للتعريف وهو تنوين التنكير، فلا يلحق غير الاسم لعدم الحاجة إليه في ذلك الغير نحو: صه ومه وأف، وإما أن يكون عوضا من مضاف إليه، فلا يلحق غير الاسم لاختصاص الإضافة به نحو: يومئذ وحينئذ، وإما أن يكون دليلا على مقابلة جمع مؤنث بجمع مذكر، فلا يكون في غير الاسم؛ لأن الجمع لا يكون في غيره نحو: مسلمات وهندات، وأما التنوين اللاحق عوضا من مدة الاطلاق لقول جرير أنشده سيبويه:
أقلى اللوم عاذل والعِتَابَنْ ... وِقُولى إن أصبت لقد أصابن
والتنوين المسمى بالغالي نحو ما انشده أبو الحسن في (كتاب القوافي) لرؤية بن العجاج:
وقاتم الأعماق خاوى المخترقن
فهما غير مختصين بالاسم؛ لأن الروى قد يكون بعض فعل وبعض حرف، كما يكون بعض فعل وبعض حرف، كما يكون بعض اسم، ولا يعترض على الناظم بذلك، لأنه يبنى في التنوين على الغالب في الكلام، والغالب في الكلام ما اختص بالاسم فاكتفي به، وأما النداء وهو ممدود فأتى به مقصورا لضرورة الوزن فمختص بالأسماء أيضا، وهو تصويتك بمن تريد إقباله عليك لتخاطبه بحرف من حروفه، ووجه اختصاصه بالأسماء أنَّ المنادى