وكان القياس: مذريان, كحبليان, ولكن لما لم يكن له مفرد مستعمل جعلوا علامتي التثنية فيه كتاء التأنيث في: شقاوة, وعظاية, قد بنيت الكلمة عليها.
ومنها أن الكوفيون قالوا: إن العرب تسقط الألف المقصورة مما كثرت حروفه, كخوزلى, وقهقرى, فيقول: خوزلان وقهقران.
ولم يحك البصريون من ذلك شيئًا عن العرب, فإن صح ما نقله الكوفيون فيكون, ولابد, من الشذوذ المقصور على النقل, إذ لو كثر لقضت العادة باشتهاره حتى يحفظ منه غيرهم شيئًا, فإذ لم يكن كذلك, ولابد من تصديق الرواة, فيكون من الشاذ, وقد تقدم نقل مذهبهم.
وأما الممدود: فشذ منه أشياء أيضًا, منها في همزة التأنيث إثباتها على حالها, حكى أن من العرب من يقول: حمراءان, وصحراءان, وذلك نادر, فمن ثم لم يبن عليه الناظم, بل حتم القلب إلى الواو.
وقد ذهب الكسائي إلى جواز الهمز قياسًا، وهذا إنما بناه على ما حُكى عن العرب، ولم يحك من ذلك عنهم شيء يعتد به في القياس، فلا يبنى عليه.
وقد استحسن الكوفيون في الممدود, إذا كان قبل الألف واو أن يثنوا بالهمزة وبالواو, نحو: لأواء, وجأواء, وأجازوا الوجهين في نحو: سواء, فيقولون: سواءان, وسواوان, وكذلك اللاواوان, والجأواوان.