وابتدأ بالقسم الأول فقال: "وما كصحراء بواوٍ ثنيا".
يعني أن ما كان من الأسماء الممدودة همزته كهمزة صحراء، أي في كونها للتأنيث، فإن حكمه في التثنية أن تقلب الهمزة فيه واوًا مطلقا، فتقول في صحراء: صحروان. مثله: حمراء، وغراء، وبيضاء، وزكرياء، وعمياء، تقول: حمراوان، وغراوان، وبيضاوان، وزكرياوان، وعمياوان، وفي الحديث "أفعمياوان أنتما" وقال الشاعر:
يديان بيضاوان عند محلم ... قد تمنعانك أن تضام وتضهدًا.
ولم يحتج الناظم إلى تعيين محل الواو، فلم يقل: (آخر الممدود) المثنى اجعله واوا، كما قال في التثنية: "آخر مقصور تثنى اجعله يا" اتكالا على فهم المراد، وأن التغيير اللاحق إنما يكون في آخر الاسم المثنى.
وذكر القلب واوًا، ولم يذكر غيره، لأن ما عداه شاذ لا يقاس عليه، وذلك مذهب البصريين.
وقد بنى على بعض الشذوذات في هذا الباب الكسائي والكوفيون في أشياء ننبه عليها عند تنبيه الناظم على شذوذ الباب إثر هذا إن شاء الله.