ومنها أن تقع مبتدأة بلا شرط، فتقول: أسامة مقبل، كما تقول: زيد مقبل.
ومنها أنها لا يصرف منها ما زاد سببا آخر على العلمية كأسامة وثعالة وابن قترة وحمار قبان.
قال سيبويه: فأما ابن قترة وحمار قبان وما أشبههما فيدلك على معرفتهن ترك صرف ما أضفن إليه. وأما كونها في المعنى عامة كأسماء الأجناس فإنك إذا قلت: هذا أسامة، فليس هذا الاسم مختصا بذلك الشخص الذي أنت مشير إليه دون غيره، ولكن هو صالح لكل ما كان من جنسه، مما يشار إليه ويخبر عنه من الأسود، كما كان الأسد صالحا لكل ما كان من جنسه، فقولك: هذا أسامة في معنى قولك: هذا الأسد إذا أرت به الجنس كزيد في الأشخاص إذا قلت: هذا زيد، فإنه مرادف لقولك: هذا الرجل إذا أحلت على معهود مشخص فإن قلت: كيف تقول هذا الأسد فتشير إلى واحد بعينه وأنت تعني الجنس؟
فالجواب: أن أصل الاسم الوضع على جملة الجنس، فإذا أشير إليه أو أخبر عنه فإنما يعني به ذلك الفرد من حيث الفرد من حي هو معروف الجنس، معلوم الأشباه، إذا لم يقصد من حيث الإخبار ذلك الأسد بعينه، حتى لو كان صاحب الخبر غيره لم يعتن بنقله مثلا، فإنك لو أردت ذلك لم تأت بلفظ أسامة البتة، فقولك: أقبل الأسد أو أقبل الرجل يقال على وجهين: