أحدهما: معهودًا بينك وبين مخاطبك قد تقدم، لكما فيه بعينه عهد لا في/ غيره من أفراد جنسه.
والثاني: أن تريد معهود الجنس الذي أنت تعرفه من بين سائر الأجناس لا أن تريد ذلك المقبل بعينه، وإنما قصدت هذا الذي تعرف جنسه، وهما مقصدان، فالأول: علمه إذا وضع علم الشخص وهو الموجود في زيد عمرو، والثاني: علمه علم الجنس الموجود في أسامة وثعالة فلا يصح لك أن تقول على الأول أقبل أسامة، ولا على الثاني أقبل زيد.
فإن قيل: فقد كان لهم أن يستغنوا بقولهم: أقبل الأسد، عن قولهم: أقبل أسامة إذا كان معناه معناه؟
فالجواب: أن اسم الجنس قد يستعمل على غير هذا الوجه فإنك قد تقول: هذا الأسد، وأنت تعني كمال الأسدية فيه، وقد تقوله وأنت تريد الجنس، فأرادوا أن يخلصوا ما أرادوا من المعنى باسم علم يخصه كما أن الرجل لما كان يستعمل على غير معنى واحد، خصوا أحد معانيه باسم علم فقالوا: زيد، فالعلم الشخصي والجنسي في هذا القصد على معنى واحد، فتدبر هذا المعنى، فإنه معنى كلام سيبويه والنحويين ومراد العرب، وهو الذي قصد الناظم بقوله: (كعلم الأشخاص لفظا وهو عم).
فإن قلت: هل العلم الجنسي يرادف اسم الجنس النكرة أم لا؟
فالجواب: أنه ليس بمرادف لها من حيث هي واقعة على واحد غير معين في جنسه، كما أن زيدا لا يرادف النكرة كذلك، وإنما هو مرادف لاسم الجنس المعرف باللام الجنسية، وهو الذي أشار إليه