أسماء الأجناس، إذ هي لا تختص بشخص من ذلك الجنس دون آخر. أما كون هذه الأعلام في اللفظ كعلم الأشخاص فيتبين بأمور منها: عدم احتياجها إلى ما يعرفها، فإنها غير مفتقرة إلى الإضافة، إلا على حد ما يفتقر زيد إليها في قوله:
علا زيد نا يوم النقا رأس زيدكم
ولا يلحقها حرف التعريف فلا تقول الأسامة ولا الثعالة. قال سيبويه: ويدلك على أن ابن عرس، وأم حبين، وسام أبرص، وابن مطر معرفة أنك لا تدخل في الذي أضفن إليه الألف واللام فصار بمنزلة زيد وعمرو. ألا ترى أنك لا تقول: أبو الجخادب. قال: وهو قول أبي عمرو، وحدثنا به يونس عن أبي عمرو.
ومنها أنها لا توصف بالنكرة، وإنما توصف بالمعرفة فتقول: مررت بأسامة المفترس، ولا تقول: مررت بأسامة مفترس، كما تقول: مررت بأسد مفترس، وقد جاء ما يتوهم فيه الوصف، وهو قولهم: هذا ابن عرس مقبل، فحمله سيبويه على أحد وجهين: إما أن يكون على حد قولهم: هذا زيد مقبل، فمقبل خبر بعد خبر أو بدل من زيد، وإما أن يكون نكر العلم كما ينكر زيد في قولك: رأيت زيدا من الزيود فجعلوا عرسا بمنزلة رجل، كما جعلوا زيدا بمنزلة رجل أيضا.
ومنها انتصاب الحال عنها كثيرا، فإنكن تقول: هذا ثعالة مقبلا وهذا أبو جخادب باديا ونحو ذلك