ومنهم من يضيف ولا يصرف.
والوجه الثاني: وهو الأكثر أن يكون الإعراب في آخر العجز فقط كما حكى ذلك سيبويه في مارسرجس، وكذلك حكى في معدى كرب فقال: ومنهم من يقول معدى كرب فيجعله اسما واحدا، فكل ما كان مركبا تركيب المزج وليس عجزه "ويه" فحكمه الإعراب على أحد هذين الوجهين.
ثم استدرك التنبيه على علم الجنس وجعله آخر الفصل دلالة على أنه على خلاف الأصل في العلمية، وعلى أنه لم يعتمد عليه في التبويب أولا فقال:
ووضعوا لبعض الأجناس علم ... كعلم الأشخاص لفظا وهو عم
عرف هنا بمقصد آخر للعرب في وضع العلم، وهو أن يكون المعتنى به في التخاطب تخصيص الأجناس باسم مخصوص، بحيث يكون كل فرد من أفراد ذلك الجنس يقع عليه ذلك الاسم، لما قصدوه من الإخبار عنه، إذ لم تكن لهم عناية بالأفراد والإخبار عنها، فيخصوا كل واحد من تلك الأفراد باسم يخصه، فذكر أن العرب وضعت لبعض الأجناس- وهي التي يعنيك (معرفة أسمائها) - أعلاما تجري مجرى الأعلام المتقدمة في الحكم، وعلى ذلك/ نبه بقوله: (كعلم الأشخاص لفظا وهو عم) يعني أن هذا للعلم الموضوع للأجناس كالعلم الموضوع للأشخاص في الأحكام اللفظية. فيجري عليه منها ما يجري على علم الأشخاص، ويجري مجرى أسماء الأجناس في المعنى، وذلك المراد بقوله: (وهو عم) يعني أنه قد عم في المعنى على حد عموم