حكمه الإعراب ولا يبنى، إذ ليس مجرد التركيب بموجب للبناء وهو مراد الناظم بقوله:

(ذا إن بغيرويه تم أعربا) و (ذا) إشارة إلى أقرب مذكور وهو قسم المركب مزجا، يريد أنه إن كان قد تم بكلمة غير هذا اللفظ هو "ويه" أي: ثاني اللفظين غير صوت أعرب، فيقول: هذا معدى كرب ورأيت معدى كرب، (ومررت بمعدى كرب)، ومفهوم هذا الشرط أنه إن تم بويه فلا يعرب، وهو الضرب الثاني نحو: سيبويه وعمرويه ونفطويه وخالويه. فهذا الضرب مبنى فتقول: هذا سيبويه، ورأيت سيبويه ومررت بسيبويه، وبناؤه بناء الصوت لختمه بالصوت فعومل معاملته.

قال سيبويه: وأما عمرويه فزعم يعني الخليل أنه أعجمي وأنه ضرب من الأسماء الأعجمية، وألزموا آخره شيئا لم يلزم الأعجمية، قال: فكما تركوا صرف الأعجمية جعلوا ذا بمنزلة الصوت؛ لأنهم قد رأوه قد جمع أمرين فحطوه درجة عن إسماعيل ونحوه، وجعلوه بمنزلة غاق منونة مكسورة في كل موضع، يعني في الرفع والجر والنصب، والتنوين إنما يكون إذا نكر، ولا ينون في المعرفة، ولم يحك سيبويه في هذا الضرب غير البناء، فجرى الناظم على مهيعه من التزام البناء، وهي اللغة الشهرى، وفيه لغة أخرى قليلة، وهي إعرابه إعراب ما لا ينصرف إلحاقا له بالضرب الأول، فتقول: هذا سيبويه، ورأيت سيبويه، ومررت بسيبويه.

فإن قيل: ففي أي أنواع الشبه الحرفي يدخل هذا البناء؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015