وأما الواو والياء أنفسهما فلا يحذفان؛ بل يثبتان ويحركان بالحركة المجانسة لهما، فالواو تحرك بالضم، والياء تحرك بالكسر، فتقول: اخشون يا زيدون، واخشين يا هند، ومنه قوله تعالى: {لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين}. وقال تعالى: {فإما ترين من البشر أحدًا} الآية.
ودل على الإثبات فيهما قوله: "وفي واوٍ ويا شكل مجانس" لأنه لا يكون الشكل إلا في مثبت.
واعلم أن كلامه في الألف والواو والياء فرضه على أنها ضمائر، لأنه قال: "واشكله قبل مضمرٍ لينٍ".
ثم قال: "والمضمر احذفنه إلا الألف" ثم جرى على ذلك في بقية الكلام، ولم يتعرض لكونها علاماتٍ في لغة (يتعاقبون فيكم ملائكة) وكان حقه التنبية على ذلك، وأن الحكم فيهما مستوٍ، لكن لما كانت لغةً قليلة لم يتكلم عليها، ولا أنها ألف أو واو أو ياء، سواء كانت ضميرًا أو علامةً، فمعلوم أنه لا يختلف الحكم فيها بخلاف الاعتقاد.
وإنما لم تحذف الواو والياء هنا، كما حذفت فيما إذا كان ما قبلهما من الحركة من جنسهما، وفرق بينهما مع أن الوجه أن لو كانا على حكم واحد من الحذف أو الإثبات والتحريك، لأن الواو والياء اللتين ما قبلهما من جنسهما إذا