وإذا انقلبت ياءً فتحتها، وذلك؛ قوله: (فاجعله منه رافعًا غير اليا والواو ياءً) والهاء في (اجعله) عائد إلى الألف. وفي (منه) عائد إلى الفعل و (رافعًا) حال من هاء (منه) و (غير) مفعول بـ"رافعًا" و"ياءً" مفعول ثان لـ"اجعل" أي اجعل الألف من الفعل ياءً حالة كونه رافعًا غير واو الضمير ويائه، فتقول: اخشين يا زيد، وارضين، ولتخشين، ولترضين.
ومثل الناظم بقوله: "اسعين" من (السعي) وهو العدو، وأيضًا العمل والكسب ومنه قوله تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله}، لا يريد العدو في المشي، وإنما يريد العمل والاكتساب، وهو تفسير مالك بن أنس في الآية، وهو موافق للغة، وكل من ولى شيئًا على قوم فهو ساعٍ عليهم، ومنه: السعى على الأرمله واليتيم، و (الساعي) لوالي الصدقة.
ومن مثل هذا الفصل قول الشاعر، أنشده سيبويه:
استقدر الله خيرًا وارضين به ... فبينما العسر إذ جاءت مياسير
وإن كان الفاعل الواو والياء، فإن آخر الفعل، وهو الألف، يحذف ههنا، وتبقى الياء والواو غير محذوفتين؛ بل تحركان بالحركة المجانسة، وذلك قوله: "واحذفه من رافع هاتين" إشارةً إلى الواو والياء، والهاء في "احذفه" عائد على الألف، أي احذف الألف من الفعل الرافع للواو والياء.