جاء بعدهما ساكن حذفتا له نحو: اضربوا ابن زيدٍ، واضربى ابن زيدٍ، وإذا انفتح ما قبلهما لم يحذفا؛ بل حركا بمجانسهما نحو: اخشوا الله، واخشى الله.
فإن قيل: لم لم ترد الألف المحذوفة فيقال: اخشاون، واخشاين، كما رد الساكن في (قولا) و (قولن).
فقد أجاب المازنى عن هذا: بأن لام (قل) أصلها الحركة، فلما حركت رجعت إلى أصلها، فرجع الساكن فليست الحركة بعارضة، خلاف (اخشون) فإن واو الجمع وياء المؤنث لا أصل لها في الحركة، فكان تحريكهما عارضا، فلم يعتد بالحركة، فلذلك لم ترد الألف.
وعورض هذا الجواب بـ (قل الحق) فإن اللام قد تحركت بحركة التقاء الساكنين، ولم يرد المحذوف.
فأجاب السيرافي: بأن الساكن لم يرد في (قل الحق) لأن الساكن من كلمة أخرى، ولا يلزم لام (قل) أن يلقاها ساكن، بخلاف (قولن) فإن النون تثبت مع الكلمة فصارت لازمة، فلابد من العلتين، وهما لزوم النون، وأصالة التحريك.
وقول الناظم: (قفي) أي اتبع.
وقوله: نحو اخشين يا هند بالكسر) تمثيل للتحريك المجانس.
وكذلك قوله: (يا قوم اخشون واضمم)