فالجواب: أن الحذف إذا لم يقع به لبس أولى، لأنه أخف، بخلاف ما إذا كان ملبسا، فإنه مجتنب فتقول: اضران، وهل تضربان؟ كقوله تعالى: {ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون}.
وإطلاق الناظم، مع ذكره ما آخره ألف، مشعر بأن ما آخره واو أو ياء مساوٍ في هذا الحكم لما آخره حرف صحيح، فإنه لم يتكلم فيه بغير ما حصل في إطلاق العبارة، فيقتضي أن مثل (يغزو، ويرمي) إذا اتصل به واو الضمير أو ياؤه قلت فيه: هل تغزن يا زيدون؟ وهل ترمن؟
وكذلك في الياء تقول: هل تغزن يا هند؟ وهل تدعن؟ فتحذف المضمر، كما نص عليه، وتحذف الآخر، لأنه كان قبل لحاق النون مع واو الضمير ويائه محذوفًا؛ إذ كنت تقول قبل النون: هل تغزون يا زيدون؟ وهل ترمون؟ وهل تغزين يا هند؟ وهل ترمين؟ فلما جاءت النون حذف الضمير أيضا على ما قال، فحذف الآخر لم يحتج إلى النص عليه، لأنه قد كان محذوفا، وليس حذفه لأجل نون التوكيد؛ بل للتصريف فإنما موضع ذكره باب آخر.
ومن مثله قول خالد بن سعد المحاربي، جاهلي يخاطب امرأته: